الأُردُن والمَغرِب.. عَلاَقَات الأَشِقَاء وَشَسَاَعَة البُنْيَان العَرَبِي
ـ أعَدَّ هذه المادة، التالية اسماؤهم:
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: متخرجة من جامعتين أولها روسية في مدينة لينينغراد السوفييتية (سانت بطرسبورغ حالياً)؛ وثانيها أُردنيَّة (الجامعة التطبيقية) في العاصمة الأردنية عمَّان، وكاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومهندسة كيمياء صناعية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية، ومساعدة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وتحمل أوسمة رفيعة من دول صديقة وحليفة.

ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يَحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”؛ ومؤسس ورئيس رابطة أنصار روسيا بوتين؛ ورئيس منظمات دولية متعددة، ويَحمل أوسمة من دول صديقة وحليفة.

-شهاب كريكش : عضو ناشط من المملكة المغربية في الاتحاد الدولي للصحفيين والأعلاميبن والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين، ونائب رئيس الاتحاد الدولي وممثله في المملكة المغربية، ومؤسس ورئيس موقع (اصدقاء الصين الاشتراكية) في المغرب.

العلاقات الأُردنية – المَغربيَّة تُعتبر واحدة من أهم روافع البُنيان العربي، وبخاصةٍ لجهة تطوير الصلات المتعددة الجوانب بين الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج. المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية ترتبطان بعرى وثيقة، كما هو الأمر تماماً بين الأخ وأخيه إذ إنهما من دمٍ أب واحد وأُم واحدة.. أي أنهما عائلة متناغمة ومتحابة.
ولهذا، نراهما يعملان من أجل مزيد من التفاهم العربي – العربي، والعربي – الدولي في فضاءات غاية في التنوع والألوان، والأمزجة، والمصالح التي يتطلع إليها الأجنبي بعينه الواسعة، إلا إن جميعها تصب في مصبٍ واحد هو تعزيز العمل العربي المشترك، والنهوض بالتنسيقات العربية لأجل الوصول إلى مهد العمل العربي المُوَحَّد الشامل، والثابت، في مسار واحد مستقيم لمزيدٍ من النهوض بمكانة الأمة العربية وعالمنا العربي الكبير، الذي يُشرف على بحار عديدة إستراتيجية المكانة، وُمحِيطين عظيمين، كذلك يُطِل على نقاط إستراتيجية في شرقه وغربه على حد سواء. إن كل ما تَقدَّم إنَّمَا يدل على أهمية العلاقات العالمية مع العواصم العربية، والتبادلات والتفاهمات العميقة ما بين هذه العواصم، لأجل مزيدٍ من التنسيق والتفاهم، وللوصل إلى خواتيم تصب جميعها في مصلحة الكل، في صالح جميع العرب وسلام وسلامة أراضيهم، وَوِحدَتها الجيوسياسية، وشساعة وضعها الدولي المتميز، الذي طالما عانى من تدخلات خارجية بهدف تقليص مكانته وفشل هذا التدخل، لتبقى الأرض العربية موَحَّدة ترابياً، ولغةً ومشتركاتٍ واحدة، وفي حُلَّةٍ تفاهمات وتبادلات جمعية نافعة لا تبديل فيها، وبخاصةٍ تلكم الإندغام التاريخي والثقافي الذي لا يَحيد إلى يمين ولا ألى يسار بأمة عربية واحدة، وثقافة ولغة عربية واحدة وعريقة، وتطلعات مُتَّحِدة على مر القرون والأجيال، منذ فجر التاريخ. ـ جاء في الموقع الشبكي لوزارة الخارجة وشؤون المغتربين الأردنية، التالي عن العلاقات بين الأردن والمغرب: “تتسم العلاقة بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية بالتطابق والتوافق حول جميع القضايا الإقليمية والعربية والدولية. وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ استقلال المغرب في عام 1956، وافتُتحت أول سفارة للأردن في المغرب في عام 1959. والتمثيل الدبلوماسي بين الدولتين على مستوى السفراء المقيمين. قام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بزيارة إلى المملكة المغربية في آذار 2019، بينما قام جلالة الملك محمد السادس بزيارة الأردن في عام 2012.
وتؤكد قيادتا البلدين؛ من منطلق مسؤوليتهما المتمثلة في رئاسة لجنة القدس والوصاية الهاشمية، على الدفاع عن القدس ومقدساتها وحمايتها من محاولات تغيير وضعها التاريخي والقانوني والسياسي ومعالمها الدينية والحضارية الإسلامية والمسيحية. كما يؤكد الأردن دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وعلى مستوى التعاون في مجال الاستثمار، افتتح رئيس الوزراء المغربي أكاديمية الطيران المغربية الخاصة بتاريخ 20 أيلول 2018، وهي استثمار أردني مغربي بإدارة أكاديمية الطيران الملكية الأردنية.
ووُقِّعَت بين البلدين اتفاقيات ثنائية ومذكرات تفاهم شملت: التجارة، والتعاون الاقتصادي والصناعي والتقني، وتشجيع الاستثمارات وحمايتها، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، والتعاون الإداري من أجل التطبيق الصحيح للتشريع الجمركي، والمواصفات والمقاييس وشهادات المطابقة والمراقبة الإجبارية للجودة والاعتماد، وتبادل الاعتراف بالشهادات الأهلية البحري”.
ـ ومن النافع هنا أن نشير إلى ما تطرَّق إليه سعادة السيد سفير المملكة المغربية السيد محمد ستري في مقابلة صحفية اجراها في الأردن بالمناسبة المجيده، الذكرى الثامنة عشرة لجلوس جلالة الملك محمد السادس على العرش: أكد سعادته على: “يُعتبر الأُردن والمغرب نموذجين للرزانة والحكمة والنظر السديد في التعامل مع متغيرات المرحلة والتحديات التي تواجه البلدين على الصعيدين المحلي و الإقليمي، وان البلدين يتقاسمان نفس القيم والمبادئ التي تؤهلهما للقيام بدور فعَّال في معالجة العديد من القضايا، ويضطَلِعان معاً في الوقت الراهن بدور مهم على الصعيدين الدولي والإقليمي، بفضل قيادتهما الرشيدة، وبحكم المبادئ المشتركة التي تقوم عليها سياستهما الخارجية”.
ـ كذلك، كان سعادة السيد السفير الأردني السيد علي الكايد لدى المغرب، قد أكد في حينه، على أن العلاقات الأُردنية – المغربية هي علاقات تاريخية متينة، عَزَّز دعائمها كل من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأخيه جلالة الملك محمد السادس حفظهما الله. وفي ذات الوقت، فإن الأُردن و المغرب يرتبطان بقواسم مشتركة، خاصة على صعيد تجربتيهما في مجال الإصلاحات السياسية، والاقتصادية، و الاجتماعية، والمؤسساتية، الأمر الذي ساهم في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية عبر إصلاحات جذرية ورصينة، أسّست لعلاقة رشيدة بين الحَاكم والمَحكُوم، عنوانها الرئيس التكريس الفِعلي: القُرب من المواطنين، والتواصل المباشر مع فئات الشعب كافة.ـ وفي جانب متصل، نُشر بتاريخ الخميس 04 مارس 2021 على موقع “المملكة المغربية، وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ما يلي: شَكَّل افتتاح قنصلية عامة للمملكة الهاشمية الأردنية اليوم الخميس بالعيون، تجسيداً قوياً للروابط المتينة التي تجمع الرباط وعمان، والتي تعد مضرب مثل لِمَا يجب أن يكون عليه التضامن الفاعل والأخوة الصادقة بين البلدان العربية. وتتميز العلاقات بين البلدين الشقيقين بالتشاور المستمر والمثمر والتنسيق الدائم بين قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حِيال القضايا العربية والإقليمية والدولية، وتطابق وجهات النظر لديهما في كثير من تلك القضايا. وعلى إثر أحداث الكركارات في نونبر 2020، أشاد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بالقرارات التي أمر بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية والبشرية في هذه المنطقة . كما هنأ جلالته على نجاح تلك العملية وإعادة فتح المَعبَر أمام المرور الآمن للأشخاص والبضائع من المملكة المغربية إلى الدول الإفريقية جنوب الصحراء. وقد عَبَّر العاهل الأردني لجلالة الملك محمد السادس، بهذه المناسبة، عن رغبة المملكة الأردنية الهاشمية في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون.
واليوم، تجسد المملكة الأردنية هذه الرغبة لتنضاف قنصليتها إلى القنصليات العامة التي بادرت مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة بافتتاحها في مدينتي العيون والداخلة. وتُعتبر هذه المواقف الأردنية التضامنية والمؤيدة لقضايا المغرب العادلة، امتدادا لِمَا دأب عليه هذا البلد الشقيق، وفي سياق سياسة التضامن بين البلدين، ودعماً لجهود الأردن في مواجهة أعباء استقبال اللاجئين السوريين، إذ أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقامة مستشفى عسكري ميداني في مخيم الزعتري بالأردن في شهر غشت 2012.
ـ وارتقى البلدان بعلاقاتهما الثنائية من المستوى التقليدي إلى علاقات إستراتيجية متعددة الجوانب تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية، وذلك تنفيذا لما ورد في البيان المشترك الصادر عقب زيارة العمل والصداقة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى المغرب، يومي 27 و28 مارس 2019.
وينتظم التعاون المغربي الأردني في إطار اللجنة العليا المشتركة كآلية رئيسية يترأسها رئيسا حكومتي البلدين. وقد انعقدت آخر دورة لهذه اللجنة (الدورة الخامسة) بالرباط يومي 21 و22 أبريل 2016، وتوجت بالتوقيع على 16 نص قانوني ما بين اتفاق ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، خاصة التعليم العالي والصناعة والتجارة والبيئة والمياه. كما عرفت الدورة مشاركة متميزة لممثلي القطاع الخاص من البلدين.
وفي الشق الاقتصادي، انتقل حجم التبادل التجاري بين البلدين من 796 مليون و11 ألف و50 درهم سنة 2017، إلى 830 مليون و72 ألف و422 درهم سنة 2020، حسب معطيات لمكتب الصرف.
ـ من جهة أخرى، يتوفر البلدان على إطار قانوني يغطي مختلف الجوانب المرتبطة بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف (اتفاق ثنائي للتبادل الحر واتفاقية أكادير واتفاقية منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى).
ـ وتَعزَّزَ الإطار القانوني بين البلدين بالتوقيع على مذكرتي تفاهم في مجال التنسيق والتشاور السياسي وفي مجال التكوين الدبلوماسي، بمناسبة زيارة السيد ناصر بوريطة إلى الأردن يوم 20 يوليوز 2019.
.//. انتهى.//.