LOADING

Type to search

المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية.. محطات تاريخية مضيئة

شارك

ـ إعداد: شهاب كريكش نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والأعلاميبن والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين.

ـ تدقيق وتحرير ومراجعة الأكاديمي مروان سوداح، رئيس “الاتحاد الدولي”.

نقرأ بشغف في مختلف المراجع، المغربية منها والصينية، عن اهتمام وتلاقي المصالح، وثبات وشائج الصداقة التاريخية والعمل المشترك في مسارات متعددة، وغيره الكثير من الصِّلات والتنسيقات والتعاملات الكثيرة بين المغرب والصين.

وفي خضم هذا التعاون الثنائي، تُشير العلاقات الثنائية المغربية – الصينية إلى أنها ثنائية بامتياز وترتكز على ركائز تاريخية منيعة ثابتة أساستها بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، إذ ينخرط المغرب والصين، المرتبطان بعلاقات تاريخية ما فتئت تتعزز على مر السنوات، بشكل كامل ومُبدع في تطوير التعاون الذي يحمل شعار “جنوب – جنوب”، بالإضافة إلى الشَّراكة المُربحة للطرفين، باعتبارهما مُحرِّكي السياسات الإفريقية للبلدين الصديقين.

وفي هذا السياق بين الدولتين المغرب والصين، أشارت المجلة الصينية الشهيرة “الصين اليوم” في إحدى أعدادها، إلى أن العلاقات المغربية – الصينية تُعتبر “متميزة بفضل التقارب الحاصل في المواقف والرؤى والدعم المتبادل في المنظمات الدولية من جهة، والرغبة المشتركة لهما في مواصلة تعزيز أواصر الصداقة، وتنويع التعاون من منظور التآزر والمنفعة المتبادلة من جهة أخرى.. كما يتميز ويبرع ويتصق تاريخ البلدين بقواسم مشتركة خاصة في بداية القرن التاسع عشر، فكلتا الدولتين كانتا تقاومان الاستعمار الأوروبي، ومن ثم اقتصرت العلاقات بين البلدين في تلك الفترة على الدعم المتبادل والعلاقات الودية بين الشعوب التي تكافح ضد الاستعمار”.

ومع افتتاح سفارة الصين في العاصمة المغربية الرباط، أقامت المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية علاقات دبلوماسية في نوفمبر 1958، أعقبها افتتاح البعثة المغربية في بكين سنة 1960.

ويأتي تبادل الزيارات الرسمية لقائدي البلدين في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتي تلعب دوراً محورياً في التقريب بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية.. و قد استقبلت الصين في تاريخها المديد شخصيتين مغربيتين بارزتين وهما: الرحالة ابن بطوطة والذي زار الصين سنة 1342، والملك محمد السادس نصره الله وأيده والذي زار الصين فى الفترة ما بين 4 و9 فبراير سنة 2002.

وجيدر بالإشارة إلى تاريخ التاسع من ديسمبر 2022 متميو للبلدين، إذ أشارت / شبكة الصين/ إلى حلول الأول من نوفمبر 2022 الذي يصادف الذكرى السنوية الرابعة والستون لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية (1958- 2022)، حيث تُولي الصين أهمية كبرى لعلاقتها مع دول العالم العربي عموماً ومع المغـرب خصوصاً، لذلك تشهد العلاقات بين الجانبين تطوراً ملحوظاً على نطاق واسع، في إطار الشراكة الإستراتيجية والتعاون المشترك المَبني على أساس المساواة والثقة المتبادلة، الذي يمثل أحد ثوابت السياسة الخارجية لكلا البلدين، إذ إنهما سارا في الطريق التاريخي الطويل والذي يتسم بالشساعة لبناء هذه العلاقات منذ غابر الأزمان، ونستشهد هنا بالعلاقات التاريخية المتينة التي جمعتهما دائماً على امتداد قرون عدَّة، مروراً بزيارة “ابن بطوطة” للصين، إذ لم تكن مجرد رحلة عابرة بقدر ما كانت وشيجة ثقافية، ربطت المغرب الشمال إفريقية بالصين الشرق آسيوية، برغم المسافات الفسيحة والعقبات الجغرافية هنا وهناك الكامنة على الطريق بين عاصمتي القطرين الصديقين.

ومن الطبيعي والمهم، بل واللازم أن نتحدث بالكثير عن العلاقات الطيبة التي تربط ما بين المغرب والصين، لكن من الأجدر أن نشرع في نشر عدد من المقالات في هذا الشأن لتعريف الرأي العام المغربي والعربي على العلاقات بين الدولتين.

وليس ختاماً، بودنا أن نؤشر على تحرك الصين مؤخراً بوتيرة سريعة لرفع قيمة استثماراتها في المغرب، والدخول إلى مجالات جديدة في إطار توسعها الاقتصادي في المنطقة الأفريقية. وفي هذا الفضاء، وقّع المغرب مُذكرة تفاهم مع المجموعة الصينية الأوروبية “غوشن هاي تك”، العاملة في قطاع التنقل الكهربائي، لإنشاء منظومة صناعية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة، باستثمارات تُقدر بنحو 65 مليار درهم مغربي (6.4 مليار دولار). كذلك، وَ وِفق خبراء، فإن استثمارات واعدة يسعى الجانب الصيني لضخها في المغرب خلال الفترة المقبلة.

ويتضمن الاستثمار الصيني في المغرب إنشاء مَجمَع صناعي “غيغا فكتوري”، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 غيغاواط/ ساعة في العام، في مدينة الرباط، وهو ما يوفر نحو 25 ألف وظيفة وفقاً لبيان صادر عن الجانب المغربي، وغيرها العديد من الاستثمارات الصينية.

وـ للحديث بقية.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *