تقارير قليلة عن حادث انحراف القطار الناقل لمواد خطيرة.. ما الذي تحاول الولايات المتحدة إخفاءه؟
في يوم 3 فبراير الجاري، خرج قطار عن مساره في ولاية أوهايو الأمريكية وكان يحمل المادة الكيميائية السامة كلوريد الفينيل، ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، خرج حوالي 50 عربة من قطار الشحن عن مساره، كانت 10 منها محملة بمواد كيميائية سامة، و5 منها كانت محملة بمواد مضغوطة معرضة لخطر الانفجار. في اليوم السادس، قررت إدارة الطوارئ المحلية إجراء “إطلاق منظم” للغاز السام، أي تصريف كلوريد الفينيل في نفق مُعد للانفجار، وإجلاء السكان على وجه السرعة في نطاق بضعة كيلومترات. بعد ثلاثة أيام، أبلغت السلطات المحلية السكان أن بإمكانهم العودة إلى منازلهم، معلنة أن القطار الذي خرج عن مساره لم يتسبب في أي تلوث. لكن في الوقت الحالي، يعاني بعض السكان العائدين من أعراض بدرجات متفاوتة، كما تظهر على الحيوانات المجاورة أعراض تسمم مثل السعال والإسهال وفقدان الشهية والخ. قالت إدارة الموارد الطبيعية في ولاية أوهايو إن التسرب الكيميائي الناتج عن خروج القطار عن مساره أدى إلى مقتل ما يقدر بنحو 3500 سمكة صغيرة عبر نحو 12 كم من الأنهار الصغيرة اعتبارا من يوم الأربعاء الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، كانت وسائل الإعلام الأمريكية تتصرف بغرابة في تغطية هذا الأمر. عندما خرج القطار عن مساره في 3 فبراير، لم تكن هناك سوى تغطية فاترة في وسائل الإعلام الأمريكية، زاعمة أن الخبراء كانوا يعملون بجد للتحقيق. في 8 فبراير، عقدت ولاية أوهايو مؤتمرا صحفيا حول الحادث، حيث ألقت الشرطة القبض على مراسل أثناء تغطيته الحية، وأفرج عنه بعد 5 ساعات من الاعتقال. والسبب أن بثه المباشر “تأثير” المؤتمر الصحفي للولاية. عندما تواجه حياة وصحة وسلامة البيئة المعيشية للشعب الأمريكي تهديدات كبيرة، فلماذا لا يعطونهم حتى بأبسط حق في المعرفة؟
هل هناك غرض أعمق لـ”الإطلاق المنظم” للمواد الكيميائية السامة؟ الاهتمام الذي يولى لحوادث الأمن الداخلي أقل بكثير من “الحوادث الساخنة” الأخرى، ما الذي تحاول الولايات المتحدة إخفاءه؟