LOADING

Type to search

مستشار سياسي صيني يعمل على حماية التربة السوداء لضمان الأمن الغذائي

شارك

يعد جيانغ مينغ أحد الأعضاء بالمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية للصين، أحد كوادر البحث العلمي، الذي يعمل بلا كلل لحماية التربة السوداء الخصبة ورعايتها لضمان الأمن الغذائي الوطني.

تمثل التربة السوداء التي يطلق عليها اسم “الباندا العملاقة” في الأراضي المزروعة مصدرا للغذاء للكثيرين. وتنتج التربة السوداء، أو تربة تشيرنوزيم، في مقاطعات هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ بشمال شرقي الصين وفي بعض أجزاء منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي البلاد، نحو ربع إجمالي إنتاج الحبوب للبلاد، مما يجعلها ضرورية للإمدادات الغذائية للبلاد.

ومع ذلك، أدى الاستصلاح المفرط إلى تآكل مغذيات التربة وتقليص طبقة تشيرنوزيم، مما يشكل تهديدا للأمن البيئي والتنمية الزراعية المستدامة للصين. وفي السنوات الأخيرة، ساعد الاستخدام الأوسع للتقنيات والمعدات الزراعية الحديثة، وتحسين حماية التربة السوداء في المناطق الشمالية الشرقية للبلاد، على زيادة إنتاج الحبوب وحماية الأمن الغذائي.

وفي هذا المسعى الفعال، لعب جيانغ مينغ، عضو بالمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، دورا لا غنى عنه. ويشغل حاليا منصب القائد العام لبرنامج “مخزن حبوب التربة السوداء” الذي تم إطلاقه في يوليو عام 2021، ويهدف إلى تعزيز الحفاظ على التربة السوداء والتنمية الزراعية الحديثة.

ويعد أيضا مدير معهد الشمال الشرقي للجغرافيا والإيكولوجيا الزراعية بالأكاديمية الصينية للعلوم. وعلى مر السنين، قام جيانغ بزيارة القرى والتواصل مع المزارعين مع أعضاء فريقه، والاستماع إلى اقتراحاتهم فيما يتعلق بتعزيز التقنيات الزراعية والمشاكل التي يواجهونها في الزراعة.

وقال جيانغ إنه لحماية التربة السوداء بشكل أفضل مع زيادة الإنتاجية الزراعية ودخل المزارعين، يعد السبيل الوحيد للمضي قدما الاستماع بشكل أكبر إلى أصوات الناس وإجراء أبحاث ميدانية واسعة النطاق. وبالإضافة إلى الاستماع إلى المزارعين، يعتقد أن أحد الجوانب المهمة لحماية التربة السوداء يتمثل في الاستخدام الحكيم للقش وتقنيات الحراثة الأخرى.

وقال جيانغ إنه في حين أن التغطية بالقش يمكن أن تمنع بشكل فعال العواصف الترابية الربيعية وتزيد من محتوى الأسمدة العضوية للتربة السوداء، قد تكون لسنوات التغطية بالقش آثار جانبية، مما يؤدي إلى “سوء هضم” التربة. ولذلك، من الضروري مراقبة التربة وتحليلها بانتظام للتأكد من صحتها وجودتها

وقال جيانغ “إننا بحاجة إلى مراقبة تغطية الثلوج وعمقها. ونحتاج أيضا إلى فحص عينات التربة لمعرفة ما إذا كان هناك أي مسببات الأمراض في القش”.

في عامي 2021 و2022، شارك جيانغ في حدثين على مستوى الصين برعاية المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بهدف تعزيز الحفاظ على التربة السوداء واستخدامها بكفاءة. وبعد زياراته المتكررة للمزارع والمختبرات والشركات، قدم اقتراحات لمزيد من حماية التربة السوداء ولقيت استحسانا وأدرجت في النهاية في تقرير البحث المكتمل.

ومرت سنة واحدة منذ أن أصبح جيانغ عضوا باللجنة. وبعد فترة وجيزة من انتخابه، اقترح إنشاء مرفق علمي واسع النطاق لمحاكاة إنتاجية التربة السوداء، يمكنها تقييم قدرة التربة بشكل علمي ودقيق. وفي رؤيته، سيوفر المرفق منصة بحثية رائدة عالميا للإدارة الزراعية الرقمية المكثفة والإنتاج الزراعي عالي الجودة وعالي الكفاءة.

وقال جيانغ “لا توجد منشأة علمية كاملة واسعة النطاق للزراعة حاليا في الصين. واستجابت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح والمؤسسة الوطنية الصينية للعلوم الطبيعية، والسلطات المحلية لمقاطعة جيلين بشكل إيجابي لاقتراحي. وكان التقدم المحرز في دفع هذا الاقتراح واعدا للغاية. ومن المتوقع أن يبدأ البناء في العام الجاري، ونأمل أن يوفر الدعم التقني ومنصة أساسية لضمان الأمن الغذائي للبلاد”.

منذ إطلاق الأكاديمية الصينية للعلوم لبرنامج “مخزن حبوب التربة السوداء”، تم إنشاء إجمالي ستة مشاريع بحثية أساسية وسبع مناطق تجريبية، يغطي كل منها 667 هكتارا. ويغطي التطبيق النموذجي للتقنيات الرئيسية للحفاظ على التربة السوداء مساحة قدرها 18.1 مليون هكتار.

كما أكدت الوثيقة الرسمية للصين التي تحمل الاسم الرمزي “الوثيقة المركزية رقم 1” للعام الجاري بوضوح على ضرورة تكثيف الجهود لحماية التربة السوداء وتنفيذ تدابير لزيادة محتوى المادة العضوية للتربة. ومع اقتراب “الدورتين السنويتين”، يعتقد جيانغ أنها فرصة عظيمة أخرى له لتقديم المزيد من المقترحات لحماية التربة السوداء والاستخدام الأمثل لها.

وقال جيانغ إنه سيقدم اقتراحا حول كيفية التعامل مع فقدان التربة السوداء في معالجة القش وتعزيز إعادة استخدام التربة السوداء في الدورة السنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني للعام الجاري.

وأضاف قائلا “في العام الماضي، قمت بقيادة فريقي لإجراء البحث الميداني والمراقبة. ووجدنا أن كمية كبيرة من التربة السوداء تقل عندما يتم رزم القش. ويتضمن اقتراحنا نصيحة حول كيفية تقليل كمية التربة السوداء المأخوذة، وكذلك حول إعادة استخدام التربة السوداء المأخوذة في عملية التعبئة. وسنواصل إجراء البحوث حول حماية التربة السوداء. ونأمل أن نوفر للأجيال القادمة أرضا خصبة للزراعة لضمان الأمن الغذائي للصين”.

تشير “الدورتان السنويتان” إلى الاجتماعات السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية للصين، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وتحظيان بأهمية كبيرة في جدول الأعمال السياسي للبلاد، حيث ستقدم الحكومة المركزية خلالهما تقرير عمل يستعرض عادة الإنجازات الماضية ويحدد أهداف التنمية للعام وما بعده.

وسيقوم الآلاف من المشرعين والمستشارين السياسيين بمراجعة ومناقشة التقرير، بالإضافة إلى التقارير الصادرة عن الهيئة التشريعية الوطنية والمحكمة العليا والنيابة العليا. ومن المقرر أن تفتتح دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الثلاثاء، في حين بدأت دورة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني اليوم الاثنين.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *