أكد خبراء وباحثون الارتباط التاريخي الممتد الذي يجمع بين الصين والعالم العربي على مدى عقود عديدة تبلغ نحو ألفي عام من التواصل الفعال والذي تدعمت وتيرته في السنوات الأخيرة بما يجسد قيم الصداقة والتكاتف من أجل تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات المتنوعة وبناء المجتمع المشترك.
وأضاف الخبراء والباحثون في دراسة حول ” العلاقات الصينية العربية وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد” التي أجرتها قناة CGTN أن الجانبين يرتبطان بعلاقات استراتيجية تشمل مختلف المجالات، ويرجع تاريخ التعاون إلى قرون عديدة من الترابط الذي يتوثق بخطى ثابتة في ظل تواصل حضاري فعال لبناء المجتمع المشترك، منوهين أن التعاون الصيني العربي يرتكز على الماضي العريق ورؤية للحاضر المشرق والمستقبل الواعد للعلاقات الشاملة بين الجانبين.
كما أوضحت الدراسة والخبراء المشاركون أن العلاقات الصينية العربية والتعاون بينهما يشهد تطورا ملحوظا ومتزايدا، فيجمع بين الجانبين تعاون استراتيجي وشراكات فعالة وتبادل للوفود واللقاءات والفعاليات ذات التمثيل رفيع المستوى بما يعزز ويدعم التبادل الفعال وكانت القمة الصينية العربية التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض تتويجا وتجسيدا للتعاون الفعال بين الجانبين.
وأشار الخبراء إلى أن التقارب الفكري والحضاري والإنساني من أقوى الدعائم لتحقيق وتعزيز العلاقات بين الأمم فالتفاهم والترابط بين البشر يمثل الضمانة الأساسية والفعلية لتوحيد المواقف والرؤى وتعزيز التعاون على كافة المستويات وهذا ينطبق على العلاقات الصينية العربية حيث يجمع بين الشعبين الكثير من القواسم المشتركة في ظل تاريخ يضرب بجذوره في عمق الأرض وحاضر مشرق للتعاون، حيث رأى 81.22% التعاون الصيني العربي في الجوانب الثقافية والإنسانية متناميا ومزدهرا، وأيد 53.76% أن التعاون مع الصين يحقق تقارب الشعبين ويعزز حوار الحضارات خاصة التبادلات في مجال الصحة والأنشطة الرياضية والبرامج المشتركة بالإضافة إلى تعزيز التبادلات التكنولوجية الحديثة وتوظيفها والتعليم وتبادل المعارف وإنشاء المراكز الثقافية بين الطرفين وتعزيز التبادل العلمي والأكاديمي بين الطرفين والحوار الحضاري والتواصل الإنساني من خلال الفعاليات المتبادلة والمراكز الثقافية للجانبين الصيني والعربي ، بما يساهم بفاعلية أن يبلغ التوافق والانسجام السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري أعلى المستويات بين الجانبين.
وأكدت أن العلاقات الصينية العربية تتسم بتعدد أوجه التعاون في ظل حاضر ثري يتميز بشراكة وتوافق يجمع الجانبان في المجالات المختلفة وتشير التوقعات إلى مستقبل مشرق وواعد للعلاقات فيجمع الصين والعالم العربي العديد من القواسم المشتركة المستمدة من أثنين من أقدم الحضارات التي عرفها تاريخ العالم وتشهد العلاقات بين الجانبين تطور لافت ومنحى تصاعدي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات بما يعزز التنمية المتكاملة ويجذب المزيد من الفرص للتقارب والتواصل الحضاري.