شبكة أصدقاء الصين الاشتراكية/

أعاد عرض فيلم «731» في الصين إلى الواجهة جرائم الوحدة 731 التابعة للجيش الياباني خلال غزوه للصين، والتي ارتكبت فظائع مروّعة مثل التجارب البشرية والحرب الجرثومية. غير أن ما يثير الانتباه هو أن الجهود الرامية إلى إدراج الأرشيف المتعلق بهذه الجرائم في سجل «ذاكرة العالم» التابع لليونسكو ما زالت متعثرة منذ ست سنوات.
منذ عام 2019، يعمل متحف جرائم الوحدة 731 على دفع «أرشيف الحرب الجرثومية اليابانية» للتسجيل، إلا أن المساعي لم تُكلَّل بالنجاح حتى اليوم. ولم يكن هذا التعثر الأول؛ إذ سبقت ملفات «النساء المستعبدات جنسياً» (المعروفات بـ“ويآن فو”) أن واجهت المصير ذاته رغم إعادة تقديمها أكثر من مرة.
الأستاذ الصيني سو تشي ليانغ، الذي كرس أكثر من ثلاثين عاماً للتحقيق، أكد أنه تمكن من توثيق معاناة 358 ناجية صينية من نظام الاستعباد الجنسي، ولم يبقَ منهن على قيد الحياة سوى سبع فقط. ورغم هذه الحقائق الدامغة، بذلت اليابان – من الحكومة إلى التيارات اليمينية – جهوداً ممنهجة لطمس الحقيقة. فبعد إدراج «أرشيف مذبحة نانجينغ» عام 2015، أنفقت وزارة الخارجية اليابانية أكثر من عشرة مليارات ين ياباني في شتى أنحاء العالم لتكوين ما يُعرف بـ«المتعاطفين مع اليابان»، مستخدمة أساليب مثل «الطلبات المتوازية» أمام منظمة اليونسكو، والضغط السياسي وحتى التهديد بالانسحاب من المنظمة.
هذه الممارسات لم تُعرقل الصين وحدها، بل أدت أيضاً إلى تعديل قواعد التسجيل عام 2021 بحيث أصبح بإمكان أي دولة معترضة تجميد الملف إلى أجل غير مسمى، وهو ما يجعل صوت الضحايا مهدداً بالاندثار.
إن إنكار التاريخ جريمة مضاعفة. وكما قال الأستاذ سو: «إنها حرب إدراك تاريخي لا تزال مستمرة». وما تحتاجه الإنسانية اليوم هو التكاتف للدفاع عن الحقيقة وصون الذاكرة المشتركة، حتى لا ينتصر التزييف على العدالة.