LOADING

Type to search

مشرعة صينية تعمل على حماية حرف التطريز التقليدية

شارك

كرست نائبة بالمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية للصين، نفسها لحماية حرف التطريز التقليدية وتنميتها، على أمل تعزيز التراث الثقافي غير المادي بين الشباب.

تعد لي لي وريثة حرف التطريز التقليدية لصنع أزياء قومية بويي العرقية بولاية تشيانشينان ذاتية الحكم لقوميتي بويي ومياو بجنوب غربي الصين. وخلال عطلة عيد الربيع الماضية، توافد العديد من السياح إلى مدينة شينغيي بالولاية للاستمتاع بالمناظر الجميلة وتجربة الثقافة والعادات العرقية المحلية.

كما جاءت لي إلى المدينة وأجرت استطلاعات حول مبيعات المصنوعات اليدوية والأزياء العرقية بين السياح.

وقالت لي “بعد إجراء الاستطلاعات، وجدت أن الناس يتمتعون بشغف كبير بمواد التراث الثقافي غير المادي، ولكن حرف صنع هذه الحرف اليدوية والأزياء لا تجذب الشباب. ويجب أن نجد المزيد من الطرق لابتكار حرف التراث الثقافي مع توريثها”.

في “الدورتين السنويتين”، الاجتماعات السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية للصين، في العام الماضي، طرحت لي اقتراحا بشأن تعزيز التدريب على المهارات المهنية للمواطنين في مناطق الأقليات العرقية.

وبعد شهرين، استجابت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية لاقتراحات لي، وأعطت الأولوية للتدريب على المهارات للأقليات العرقية إلى جانب العديد من التدابير الملموسة. وتم تنفيذ هذه التدابير بفعالية في مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين، وغيرت حياة مئات الآلاف من المواطنين.

وقالت لو مينغ هوا، إحدى القرويين المحليين “كنت أصنع قطع التطريز يدويا، وكان الأمر يستغرق مني ما بين 30 و40 ساعة لإكمال قطعة واحدة. وبعد أن تعلمت كيفية استخدام ماكينة الخياطة، أستطيع أن أصنع قطعة تطريز في نصف يوم. وعلمني المعلمون أيضا كيفية تحويل الأنماط والألوان. وعلى سبيل المثال، يمكن خياطة هذه القطعة على الحزام، التي تتناسب بشكل جيد مع معطف أو فستان. وبعد تحسين المستوى، أصبح بإمكاني بيع ما بين 30 و40 قطعة تطريز إضافية كل شهر مقارنة بالسابق”.

تم إجراء ثماني دورات تدريبية في إحدى بلدات الولاية خلال العام الماضي، حيث أتقنت أكثر من 300 امرأة مهارات الخياطة والتطريز. وفي العام الماضي، بلغت مبيعات البلدة للحرف اليدوية والأزياء التقليدية ستة ملايين يوان (833 ألف دولار أمريكي)، مما أدى إلى زيادة الدخل لأكثر من 600 من السكان المحليين.

وباعتبارها وريثة للتراث الثقافي غير المادي، تعلمت لي كيفية صنع الأزياء التقليدية لقومية بويي من الحرفيات المسنات عندما كانت طفلة. ولكنها وجدت أن بعض حرف التطريز التقليدية معرضة لخطر الضياع إلى الأبد، حيث لا يهتم بها سوى عدد قليل من الشباب.

وقالت لي مي تشن، إحدى المطرزين “كانت الحرف اليدوية معي طوال حياتي، ولكن بصري الآن ضعيف، ولم تعد يدي رشيقة، ولم يعد ذوقي الجمالي قادرا على مواكبة العصر. وآمل أن يتمكن المزيد من الشباب من تعلم الحرف منا ومواصلة المهارات بطرقهم الخاصة”.

لإثارة اهتمام الشباب بحرف التطريز التقليدية، قررت لي لي إجراء تدريب عبر الإنترنت للمطرزين المسنين ذوي الخبرة، لمساعدتهم على إظهار مهاراتهم الرائعة.

وقالت لي “لا يعرف المسنون كيفية البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي. ويمكننا حل المشاكل الفنية لهم والبث المباشر لعملية صنع الأزياء التقليدية بأكملها. وبهذه الطريقة، يمكننا الترويج للمنتجات الإبداعية للتراث الثقافي غير المادي بين الشباب وتعليمهم كيفية صنعها”.

في “الدورتين السنويتين” للعام الجاري المقرر عقدهما في أوائل مارس الجاري، قالت لي إنها ستقدم اقتراحا حول كيفية جذب المزيد من المواهب الشابة لوراثة مهارات التراث الثقافي غير المادي وتنميتها.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *