ياقوت الحموي، 1179- 1229م : “معجم البلدان”
“ملك الصين، وهو ملك الرعاية والسياسة واتقان الصنعة، وليس في ملوك العالم أكثر رعاية وتفقّدا من ملك الصين في رعيّته وجنده وأعوانه، وهو ذو بأس شديد، وقوّة ومنعة، له الجنود المستعدّة، والكراع والسلاح، وجنده ذو أرزاق.”
سليمان التاجر السيرافي، القرن التاسع الميلادي: “رحلة السيرافي”
“أهل الصين اتفقوا على أن في الدنيا المعروفة في ذلك الوقت أربعة ملوك، وحسبوا أن أعظمهم ملك العرب أي خليفة بغداد، لأنهم اعترفوا بلا نزاع ولا تردد بأنه أكبر الملوك في العالم لثروته الواسعة ولعظمة قصره الشاهق، ولشوكته العسكرية”….”بلاد الصين أنزه وأحسن وأقل مرضاً وأطيب هواءً، ويندر أن يجد المرء فيها أعمى أو أعور ولا من به عاهة…وأشبه بالعرب في اللباس.”…”طعامهم الأرز وربما طبخوا معه الكوشان، فصبوه على الأرز فأكلوه فأما الملوك منهم فيأكلون خبز الحنطة واللحوم من سائر الحيوان..لهم نوع من الحشائش يسمى الساخ (الشاي) يطبخونه مع الماء ثم يشربونه”….”ولا يزوج أحد منهم قريباً ولا ذا نسب فلا تتزوج القبيلة من قبيلتها، ويدّعون أن ذلك أنجب للولد”.
أحمد اليعقوبي، القرن التاسع الميلادي: “كتاب البلدان”
“الصين بلاد واسعة إذا أراد أحد السفر إليها بحراً عليه أن يجاوز سبعة أبحر، يختلف كل واحد منها في اللون والرائحة والأمواج وغيرها من المخلوقات البحرية والأول من هذه البحار بحر فارس… والبحر الثاني هو بحر لاروى وهو بحر كبير فيه جزائر وأقواق وسكانها من جنس الزنج… والثالث بحر هركند… والرابع بحر كلاه بار والماء فيه قليل والأفاعي فيه عظيمة وتوجد به أشجار الكافور بكثرة، والخامس بحر سلاهط وهو بحر عظيم كثير العجائب وفير الغرائب، والسادس بحر كتدرنج، والسابع بحر صنخى، الخ”.
المسعودي، 896 – 957 م: “مروج الذهب ومعادن الجوهر”
“(ملوك الصين) ذوو آراء ونحل، إلا أنهم مع اختلاف أديانهم غير خارجين عن قضية العقل والحق في نصب القضاة والحكام وانقياد الخواص والعوام على ذلك وزعموا أن المُلك لا يثبت إلا بالعدل فإن العدل ميزان الرب وأن من العدل الزيادة في الإحسان مع الزيادة في العمل”. ويقول أيضا “وان أهل الصين أحذق خلق الله من كفا بنقش وصنعة، وكل عمل لايتقدمهم فيه أحد من سائر الأمم. والرجل منهم يصنع بيده مايقدر أن غيره يعجز عنه. فيقصد به باب الملك يلتمس الجزاء على لطيف ما ابتدع. فيأمر الملك بنصبه على بابه من وقته ذلك إلى سنة، فإن لم يخرج فيه أحدا عيبا أجاز صانعه، وأدخله في جملة صنّاعه. وإن أخرج فيه أحد عيبا، طرحه ولم يجزه. وان رجلا منهم صور سنبلة سقط عليها عصفور في ثوب حرير، لايشك الناظر إليها أنها سنبلة سقط عليها عصفور، فبقي الثوب مدة. وأنه اجتاز به رجل أحدب فعاب العمل. فأُدخل إلى الملك وأُحضر صاحب العمل، فسأل الأحدب عن العيب، فقال: المتعارف عند الناس عامة أنه لايقع عصفورا على سنبلة إلا أمالها. وصور المصور هذه السنبلة فنصبها قائمة لاميل فيها، وأثبت فوقها العصفور منتصبا. فأخطأ وأصاب الأحدب، ولم يُثب صاحبها بشيء. وقصْدهم بهذا شبه الرياضة لمن يعمل هذه الأشياء، ليضطرهم ذلك إلى شدة الإحتراز (الحذر)، وإعمال الفكر في مايصنعه كل واحد بيده. “
الأدريسي، 1099- 1160م : “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”
“اليغبوغ يقال له ملك الملوك وهو ملك حسن السيرة وعادل في رعيته، رفيع في همته، قادر في سلطانه مصيب في رأيه حازم في اجتهاده شهم في إرادته لطيف في حكمه، حليم في تحكيمه… ومع ذلك فإنه مجتهد في دينه مقيم للشريعة كثير الصدقة على الضعفاء ودينه عبادة البدود – البوذية”.